بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

333

ويكيبيديا الموسوعة المروانية مروان طاهات MANT يرحب بكم

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

فارس أحلامي.. رأيته حقاً في منامي!

كيف كانت البداية، وما الذي تريد أن تقوله هذه الحكاية؟

فارس الأحلام والذي يركب الحصان، ليس خيالاً، ولا يوجد إلا في الروايات والأفلام، فأحياناً يكون حقيقة، ولكن نادراً.

تقول رولا، وهي تدرس في سنتها الجامعية الثالثة: لم أكن سوى طالبة جامعية عادية، لا هم لها سوى دراستها وتفوقها، ولم أكن ألقي بالاً للشباب الذين يمرون من أمامي كل يوم في حرم الجامعة، ولا الزملاء الذين يجمعني بهم «السيكشن» أو المعمل؛ حيث أدرس في كلية عملية، حتى كانت تلك الليلة، وحلمت بشاب يلبس الملابس البيضاء وينظر لي، ورأيت ملامح وجهه جيداً واستيقظت من نومي وأنا أفكر به وصورته مطبوعة في ذاكرتي، وأصبحت في الجامعة لا هم لي سوى مقابلته، وأنا أعتقد أني لن ألتقي به سوى في الجامعة، وهو المكان الذي أقضي فيه معظم وقتي.

لقاء
مرت ثلاثة أشهر على هذا الحلم، ولم أتوقف يوماً عن البحث عن هذا الوجه، حتى التقيته وأنا أصعد الدرج، ورأيته ينظر لي نظرة سريعة، ولكني تتبعته وعرفت أنه يدرس في نفس تخصصي، ولكن في سنته الأخيرة، وبحثت عن اسمه على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، وبدأت أرسل له رسائل، ولكني لم أحك له أنني قد حلمت به حتى لا يسخر مني، ولكني كنت أكتب كل يوم له عن تحركاته التي أراقبها عن بعد وعن لون ملابسه؛ ليتأكد أكثر أني أعرفه.

تفسير الحلم
عرضت حلمي على صديقة تجيد تفسير الأحلام؛ فقالت لي: هذا الشخص إنسان نقي وطاهر وملتزم أخلاقياً ودينياً، ولكن هناك من يحاول تشويه صورته، وهذا سبب أنك رأيتِه يرتدي الملابس البيضاء، وهكذا بدأت أتصفح حسابه على الفيس بوك، واكتشفت أنه قد تم اختراقه وإضافة منشورات إباحية لتسيء إلى صورته أمام أصدقائه، وهو غافل عنها؛ فكتبت له رسالة تحذير، وقام بفحص «بروفايله»، وحذفها بسرعة وشكرني كثيراً، وهنا تأكدت من حلمي، وخاصة حين توطدت علاقتنا على الفيس بوك، ولكنه لم يكتشف شخصيتي في الجامعة.

اللقاء الثاني
تقول رولا: كنت أراقبه في كل مكان وأنظر له، ويوماً بعد يوم أحبه أكثر من خلال سلوكه وتصرفاته مع زملائه، حتى كان اليوم الذي التقيت به في أحد الممرات، ونظرنا لبعض لوهلة، ومضى كل واحد في طريقه، ولكني وجدت منه رسالة على الفيس بوك، يقول لي: أنتِ اليوم كنتِ لابسة ملابس كذا، ووصف لي ما كنت أرتديه بدقة، فأجبته بأن كلامه صحيح، وهنا صارحني أنه قد رآني في الحلم منذ ثلاثة أشهر، وبحث عني، وقد رآني لأول مرة بعد ذلك ونظر لي نظرة واحدة، واعتقد أني لم ألحظ ذلك، ومن يومها وهو يراقبني كما أراقبه.

نهاية سعيدة
رولا لا تصدق نفسها، وتعتقد أن أحداً لو عرف بقصة حلمها ولقائها بفارس أحلامها، فسوف يتهمها بالجنون، أو بأنها خيالية، ولكن ما يهمها أن علاقتها بـ«سامر»، أصبحت علنية وواقعية وليست حلماً؛ فقد دعاها لندوة تقام في الجامعة وجلسا سوياً ومتجاورين لأول مرة، وفي انتظار المستقبل السعيد بعد تخرجهما.

فارس أحلام بنات اليوم
ديالا الريماوي «خريجة جامعية»، تقول إن الصورة تغيرت واختلفت وأصبحت واقعية بالنسبة لفارس الأحلام، وكل مرة أو كل فترة زمنية أو كل جيل يتم تناولها بطريقة جديدة؛ ففي الماضي كانت الصورة محصورة قليلاً، لكن هذه الأيام طريقة عرضها مع الإضافات في كل مرة، تكون شخصية فارس الأحلام شخصية جديدة؛ لأن الزمن تغير، ولأن بنت هذه الأيام ليست مثل بنت زمان التي لم تكن تخرج أو تتعلم مثلاً، وكل أملها أن تجد «راجل يستتها».
أما ابنة عمها هديل الريماوي، وهي طالبة جامعية أيضاً؛ فترى أن صورة فتاة الأحلام ليست خيالية ولا رومانسية هذه الأيام، ولا يمكن أن تتوقع أي فتاة أن تحلم بشاب ثم تبحث عنه في الواقع؛ لأن الحياة أصبحت نفسها واقعية بظروف صعبة، وما يمكن أن يقال عن الحلم بشاب، هو مجرد أوهام أو خيالات أو حالات نفسية معينة؛ فنحن بنات هذا الجيل لدينا القدرة على المشاركة في مسؤولية عائلة، وليس الحلم فقط.

الشباب لهم آراء
محمد عوض، وهو موظف شاب، يقول: لو حلمت بفتاة فسأبحث عنها طول حياتي، حتى لو بقيت دون زواج، ولو حلمت بفتاة ثم التقيت بها على أرض الواقع، فسوف أتزوجها لأني سأدرك أنها نصيبي وقدري!
أما سعيد مسحال «خريج جامعي»؛ فيقول: لماذا لا نعود لزمن الرومانسية الذي نفتقده هذه الأيام، حين أحلم بفتاة وألتقي بها، ستكون شريكة حياتي، حتى لو كنت على وشك الارتباط بأخرى؛ لأن هذه الأخرى هي مشروع وليست حباً، والرومانسية والعواطف والمشاعر، أصبحت نادرة في هذا الزمن.

رأي الطب النفسي
الأخصائي النفسي، الدكتور يوسف عوض الله، يفسر ظاهرة أن يرى الإنسان الحلم نفسه مع نفس الشخص، أو أن يرى أن هناك شخصاً رآه في الحلم، ثم بعد فترة رآه على الحقيقة، بأن هذه الحالة تعرف بـ«التخاطر»، وهي المقدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان ﻵخر، أي أنه يعني القدرة على اكتساب معلومات عن أي كائن واعٍ آخر، وقد تكون هذه المعلومات أفكاراً أو مشاعرَ؛ فأحياناً تفكر فى شخص تفتقده مثلاً، ثم فجأة تجده يتصل بك، وهذا ﻷنك نقلت له الفكرة عن طريق عقلك، وهناك أشخاص يستخدمون التخاطر الآن فى نقل اﻷفكار من عقله إلى أي عقل يريد، ويعتقد بعض المهتمين بهذا العلم، أنها طريقة الاتصال بين البشر في العصور القديمة، وأنه مع التطور العلمي والتقني، ضعفت قدرات الإنسان، بحيث فقد القدرة على الاتصال العقلي والروحي كما كان بنو البشر في العهود القديمة، وأصبح التخاطر ظاهرة ونادرة أيضاً، ونعتبرها من الخوارق، ولكنها حتى الآن لا زالت موضع دراسة وتحتاج لتفسير علمي دقيق، ولكن ليس معنى ذلك أنها غير موجودة، وليست محصورة بين أفراد العائلة الواحدة أو التوائم؛ فكثيراً ما نجد أن هناك أشخاصاً غرباء ولم يلتقوا من قبل، ولكنهم يملكون التردد نفسه Frequency.


حوادث طريفة:
• حلمت فتاة أمريكية أنها تزوجت بشاب أشقر له شامة كبيرة في جبينه؛ لتفاجأ بأن شقيقتها التوأم قد تزوجت شخصاً بنفس المواصفات؛ حيث تعمل في ولاية أخرى.
• حلمت فتاة فرنسية بأنها تزوجت بشاب له يد واحدة، وفوجئت بعد عام من هذا الحلم بأنها تلتقي بشاب وتحبه وتتبين أنه يملك يداً صناعية.
مصدر سيدتي نت

طرق للتعامل مع الأبناء والبنات

تلاحظين على ابنك المراهق وابنتك والمراهقة بعض الاختلافات في التصرف، ويظهر ذلك من خلال لعبهما، فكيف ذلك؟
- الفتيات يتصرفن بهدوء ويلعبن بشكل تعاوني في مجموعات صغيرة، والأولاد يلعبون بعنف وخشونة؛ لأن هذا يثبت لهم أنهم أقوياء جسديًا.
*الأولاد فوضويون يرمون بالأشياء، يصنعون حركات سخيفة على وجوههم.. ويواجهون بها بعضهم البعض، يظهر عليهم الملل بسرعة، مشتتون، لا يهدؤون عند الجلوس.
*البنات يجلسن ويستمعن لبعضهن البعض، أو يقفزن على الحبل بنظام، أو ينشدن الأغاني، بينما يركل الأولاد الكرة ويتسابقون بدون هدف، يغيظون الفتيات أو يصطدمون بالأولاد الآخرين.
12 طريقة للمعاملة

رصدتها لنا الدكتورة، إبتهاج طلبة، الأستاذة بكلية رياض الأطفال.
1- تذكري أن البيئة وأسلوب التربية يلعبان دورًا مؤثرًا في مراهقة الأبناء؛ فالبيئة المبنية على الحب والتفاهم والحوار وتبادل الأخلاق الطيبة وحسن السلوك تفرز مراهقة رائعة.. والعكس صحيح.

2- ثقافة الأهل وعلمهم لهما دور بالغ الأهمية، فهم يحسنون استيعاب مرحلة مراهقة أبنائهم.. هادئة كانت أو عدوانية أو تميل إلى الانعزال والانطواء.

3- لا بد من شرح أن لكل جنس وظائفه.. دون التقليل من قيمة أحد على حساب الثاني، وعلى الأم أن تقترب من ابنتها؛ حتى لا تخفي عنها شيئًا، وأن تشرح لها معنى البلوغ؛ حتى لا تُفاجأ. وكذلك الأب تجاه ولده.

4- لطبيعة الفتى وحيويته وطاقته الزائدة، حاولي أن تشركيه في أنشطة رياضية، وللفتاه أغرقيها بالقصص والكتب الهادفة وشغل الإبرة، مع دفعها لممارسة رياضة تختارها بنفسها.

5- ابنك تطغى عليه مرحلة الرجولة في تفكيره، فيبدأ في إثبات رجولته بأي فعل، ابتداءً من التدخين وعلو الصوت والجدال وإبداء الاعتراض على تصرفات من حوله؛ لذلك حاولي إثبات رجولته قبل أن يثبتها هو باحترام آرائه، ودفع الأصغر والأكبر من أهل البيت على احترامه، والبعد عن توبيخه أمام أحد.

6- لا تخافي من مرحلة المراهقة، فهي جميلة ورائعة، اتركي البنت تحس بأنوثتها وتعيش فرحة مرحلتها الجديدة باللبس والماكياج البسيط. وقومي أنت بدورك كأم في إشغال ساعات يومها؛ حتى لا تشعر بالملل الذي يصل بها للتمرد. وهنا يصعب التحكم بها.

7- لا لتوحيد المعاملة بين الولد والبنت، ولتحتفظ الفتاة بأنوثتها الجميلة وتعتز بها، وليسعد الفتى برجولته ويفرح بها، أما توحيد المعاملة بين الجنسين فيخلق أمراضًا نفسية.

8- أحسني انتقاء وقت الحوار؛ فليست كل الأوقات مناسبة، فالمراهق في هذه المرحلة مشغول بأمور كثيرة، وليتك تسمعينهم أكثر؛ فإثبات ذاتهم ووجودهم ككيان مؤثر يجعلهم يفضلون الكلام والحكي عن الاستماع...

9- لا تبدى امتعاضًا واستنكارًا أمام أي تغيير يقوم به ابنك أو ابنتك في ملبسها أو تصفيفة شعرها، تجاوبي، وأخبريها: أنت جميلة ولكن أفضل التصفيفة الأولى، واتركي لها الخيار.

10- لا تقلقي كثيرًا على تصرفات أبنائك المراهقين، كوني رفيقة بهم، وامنحيهم الفرصة لتغيير أخطائهم.

11- راقبيهم دون أن يشعروا، خاصة إن لاحظت أمورًا سيئة في السلوك؛ حتى تتمكني من معالجتها قبل أن تصبح جزءًا من طبعهم وسلوكياتهم.

12- هي فترة وستمضي فتصرفي بحكمة وذكاء، وإلا ستشكل التوابع أثرًا سيئًا لا يزول عليك وعلى مستقبل الأبناء.
مصدر سيدتي نت 

الأربعاء، 9 أبريل 2014

الأقلام العربية المأجورة

يلاحظ المراقب لحركة الاقلام العربية ، وبشكل خاص الصحفية ميل هذا الخطاب الذي توجهه هذه الاقلام الى محاكمة الامة العربية ، ورموزها الوطنية والقومية فيما يخدم السياسة المعادية لهذه الامة ، وعلى وجهه التحديد السياسة الامريكية والصهيونية ، وعلى ما يبدو ان الصحافة / صحف ومجلات / والممولة في اكثرها من اموال النفط جاءت متزامنة مع حالة الانحسار القومي والهجوم الطائفي والاقليمي منذ ثمانينات القرن الماضي حتى سقوط بغداد ، وما تلاها من انهيار كبير في جدار الصمود العربي ، الذي اصاب المواطن بالدهشة الى حد الانهيار النفسي لسقوط عاصمة عربية الى جانب احتلال فلسطين على يد الكيان الصهيوني .

مما زاد في حدة هذه الانهيار وخروج الاقلام الماجورة من جحورها ما اخذت تنفثه الفضائيات العربية من سموم ليست ببعيدة عن سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، فما دام حاجز الرعب والخوف من الجماهير العربية المتعلقة بوصم كل مطبع مع الكيان الصهيوني ، قد اصابه الشرخ على ايدي سدنة هذه الفضائيات تحت ذريعة الحوار مع الآخر ، فان الاقلام الماجورة المريضة نفسيا ، قد تجرأت على الظهور الى العلن وعلى صفحات الجرائد والمجلات لتنفث سمومها تحت يافطة الرأي والرأي الآخر ، فاصبحت الخيانة والعمالة والجاسوسية رأي يمكن محاورته والرد عليه ، على الرغم ان العرف الوطني والقومي لا يقر على الأ طلاق محاورة الخائن أو الجاسوس والعميل ، فيكفي وصفه باي من هذه الاوصاف ، وهو لا يستحق الالتفات اليه ، فكيف بمحاورته والاستماع اليه ؟

الى جانب ما سبق هناك حالة الهزيمة التي اصابت النظام العربي الرسمي في تركيبته القطرية والتي لا يخدمها المد القومي ، وتتبرأ من الحس الوطني لانها فقدت عذريتها على مذبح الانقياد للسياسات الامريكية ، والضعف والخنوع لحالة التغول الصهيوني الذي اصبح في نظرها حقيقة واقعة ، ولا بد من التعامل معه على اساس نفي طبيعة الصراع بتحويله من صراع وجودالى صراع حدود ، مما دفع بهذا الكيان التمادي في عدوانيته على شعب فلسطين دون اعتبار لاي رد فعل من النظام العربي الرسمي ، لا بل اخذ يسعى لان يجعل اوامره تعليمات واوامر ، لا بد من العمل على تنفيذها من قبل النظام العربي الرسمي المهزوم ، مما دفع الى جرأة الاقلام العربية المأجورة على العمل على انتهاك الشرعية الوطنية والقومية ، التي كانت تضبط عملية الصراع مع العدو الصهيوني .

يبدو أن الأقلام المأجورة على عجلة من امرها للا جهاز على ما تبقى من الامة ، التي تبدو في حالة من الهزيمة ، كما هي سيدتهم الولايات المتحدة التي هي على عجلة من امرها لا ستغلال الفراغ الناجم عن سقوط الثنائية العظمى الاتحاد السوفييتي وما تركته من فراغ ، وحتى لا يتم السماح بنضوج زمن يسمح لبلورة عالم متعدد الاقطاب ، فالادارة الامريكية تريد ان تستغل هذا الزمن لصالحها وترسيخ هيمنتها ، هيمنة القطب الواحد على العالم ، ولهذا اقامت سياستها الرعناء على ما اسمته بالحروب الاستباقية ، حتى تضع العالم تحت هيمنة البوط العسكري الامريكي ، وهذه الأقلام تخشى فيما يبدو ان تصحو الامة من حالة فقدان الوعي التي أصابتها لتعمل على اعادة صفوفها من جديد ، وهو ما حصل مبكرا في بزوغ المقاومة العراقية ، لان بزوغ المقاومة على هذه السرعة ، وبهذا الاسلوب العلمي في جانبيه السياسي والعسكري كفيل بان يقلب الطاولة على رؤوس كل المشاهدين من ادعياء الانتصار الى المبهورين حد الاغماء من حالة الانهيار في الجبهة العرية في المواجهة العسكرية النظامية ، وكذلك الذين تطايروا فرحا من حالة الانتصار السريع الذي حققته الالة الاعلامية والعسكرية المعادية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .

لان الجبهة العسكرية في الجانب المعادي اخذت عيوبها تتكشف ، واخذ العنصر القتالي لديها يضعف شيئا فشيئا امام المقاومة ، وقدرتها على التخطيط ووعيها بمواطن الضعف لدى القوة العسكرية ، الى جانب ما اصاب هذه القوة من تشويه فعلي وحقيقي لممارساتها البشعة سواء في الشارع العراقي او الشارع الفلسطيني ، وعلى وجه التحديد ما كشفت عنه الممارسات الوحشية في سجن ابي غريب ، امام حالة الوهن والضعف الى حدود الانهيار في الجانب العسكري والاخلاقي للعدو كان لا بد من تعويض هذا الانهيار على جانب الجبهة الاعلامية ، وهو ما يقوم به عدد من الاقلام العربية المأجورة في الصحافة المقروءة والمرئية .

ان الصدمة التي اصابت الشارع العربي بعد سقوط بغداد قد اعطت متسعا من المساحة كي يتحرك هؤلاء المارينز من الاقلام العربية ، فاستشرت هذه الاقلام حتى تجاوزت حد الخيانة الوطنية والقومية ، لانها تطالب باستسلام كامل للقوى الامبريالية الامريكية والصهيونية ، وان لا جدوى من مقاومة المشروع الامبريالي الامريكي والصهيوني ، وفيما يبدو ان جنود هذه الجبهة الاعلامية ، قد تم تدريبها بشكل دقيق على ايدي اجهزة الاستخبارات الامريكية والصهيونية ، وتم توزيعها جغرافيا ، الى جانب فرضها على صحف ومجلات وفضائيات من خلال النفوذ او المال الامريكي والصهيوني على مؤسسات الاعلام العربي ، حتى تتمكن من تعميم ثقافة الهزيمة وتجذيرها في النفس والارض العربية .

الاختراق الامبريالي الامريكي الصهيوني للجبهة الداخلية العربية تمت من خلال تجنيد هؤلاء المارينز العرب ، وقد استطاعت الولايات المتحدة ان تصطاد من ذوي النفوس المريضة الذين كانت لهم صلات مع فصائل حركة التحرر العربية ، وقد بدا واضحا ان هذه العناصر كانت مزروعة منذ زمن بعيد لتقوم بواجبها المخابراتي ، ابتداء بوظيفة مخبر لدى الاجهزة الامنية العربية مقابل اجر بخس ، حتى ان اصبحت لدى الامريكان والصهاينة ذات شان لانها تحمل معول هدم كبير في جدار الامة ، فلا عجب عندما ترتفع اصوات هذه الاقلام المأجورة ، وكانها اكبر من السلطات الاعلامية والسياسية في القطر الذي تعيش فيه ، لانها تعتمد في حمايتها ليس على مصداقيتها بل على ثمن خيانتها لصالح العدو الامبريالي الامريكي والصهيوني ، والذي مهد لها الطريق في ادعاءاته البهلوانية لاستثمارها لتامين عقل المواطن العربي .

هذه الاقلام المأجورة لم تترك رمزا الا شوهته ، ولا حدثا الا وكانت تصول في جنباته ولا مناسبة الا وكانت ضيفة الخيانة على موائدها ، وقد خلعت الحياء جانبا وديدنها المريض يردد " اذا لم تستح فاصنع ما شئت " تشتم ، تقذف باقذع الصفات ، يداس على شخوصها كل يوم وكل ساعة من الجماهير العربية ، ومع هذا هي مستمرة في معركتها ضد الامة وشرفها وقيمها ورموزها ، وفي كل مرة تشعر بأن اجلها قد اوشك على الانتهاء تزداد شراسة في الهجوم وحدة في اقذر الكلمات ، لا ندري هل هي سكرات الموت التي اصابتها ؟ ، ام ان الشعور بالفشل هو الذي يدفعها اكثر واكثر للغوص في وحل الردة والخيانة ، وكلاهما ناجم عن وعي الجماهير العربية ، التي قد قامت بتشخيص هذه الاقلام ، على الرغم من هول الصدمة التي اصابتها من سقوط بغداد ، وقد اخذت هذه الجماهير تستعيد وعيها وبدا ردها على هذه الاقلام المأجورة بمستوى شراسة هجومها بل واكثر ، لانها تملك الحق وتحتضنه بين يديها ، حيث الامة في مثل امتها عصية على السقوط ، فقد تهزم او تنكسر ، ولكنها قادرة على استعادة الوعي ، وقادرة على النهوض ، فمن غير الممكن للمأجورين الصغار ان يجهزوا على هذه الامة التي تتسلح بأقوى اسلحة عرفها التاريخ ممثلة بالوعي القومي والديني .

على الجانب الآخر ، فقد صاحب هجوم الأقلام المأجورة المجندة في خدمة المارينز الامريكية والصهيونية ، عملية حصار اعتى من الحصار الذي فرضه اهل قريش على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم او على الحصار الذي فرضه الامريكان والصهاينة على اهل العراق بقيادة صدام حسين ولكن باسلوب ناعم لا شبهة فيه ، وذلك من خلال رفض مؤسسات الاعلام العربي الرسمي والمدني للسماح للاقلام العربية الحرة الا بشق الانفس لبعض الاقلام ، والتي اكدت حضورها الوطني والقومي رغم قساوة الحصار ، التي ادت لتشريد عدد من الصحفيين الوطنيين والقوميين ، واغلاق صحف وطنية ، كل ذلك حتى تكون ساحة الرماية للاقلام المأجورة مهيئة لتمعن في تصويبها نحو قلب الامة وطموحات وآمال ابنائها .

ايها العلقمييون الجدد ، يامن فضلتم النعل الامريكي والصهيوني على حساب جبهة الانسان العربي ، الذي يحمل بين جنبيه اعظم رسالة عرفها التاريخ ، يا من كان الدولار دينكم وواشنطن وتل ابيب قبلتكم على حساب القدس وبغداد ، التي يرفع اهلها اليوم مشعل الاشتباك مع العدو الذي يدنس الارض كل الارض العربية نيابة عن الامة ، ايها المجندون في كتائب المارينز ، الا تخجلون من ماضي امتكم الذي يابى الذل والضيم والمهانة ، وقد سطر التاريخ بأحرف من نور ان أبناء هذه الامة قد حملوا السيف بيد والقلم باليد الاخرى، تضرب عنق الماردين على طاعة الله ورسوله وحق الجماعة في الحياة ، وتلقن الآخرين دروس الايمان والعدل والمساواة ، الا ساء ما تفعلون .

يظن هؤلاء الخائبين انهم قادرون على السير في طريق الخيانة بدون عقاب ، وقد جاءهم في بداياته متمثلا بالاحتقار من جماهير الامة لكل ما يكتبون ، لان الذي يقف بالاتجاه المضاد لطموحات الامة ومستقبل ابنائها الامريكان والصهاينة وعبيدهم ، ولا يغرنكم سقوط بغداد ، ولا القدس ، فقد بدأت تستعيد وعيها ، فهاهم اطفال الانتفاضة على ارض فلسطين ، وأبطال المقاومة والتحرير على ارض الرافدين ، يلاحقون فلول المرتزقة من جيش السيدة امريكا سيدة النعمة لهؤلاء الخائبين ، فأين ستوارون وجوهكم المخزية عن الجماهير العربية ؟ ، وبماذا ستكون اجاباتكم على مواقف الخزي والعار التي دونتها اقلامكم المتكسرة على أوراق الصحف والمجلات الصفراء ؟ .

هل ستتعاملون مع حدث الانتصار تعامل النعامة مع الصياد ظنا منها ان الصياد لا يراها ، وقد توهمون أنفسكم أن النصر لم يتحقق ، وأنكم ستبقون سادرين في غيكم ظنا منكم أن سيدتكم أمريكا وحليفتكم على أرض فلسطين ، لا زالت القوة بين يديها رغم حالة الهزيمة التي ستودي بالمشروع الامبراطوري الامريكي الى الهاوية ، وستنقض على المشروع الصهيوني لتعيد الحق الى نصابه ويرقص الفلسطينيون ومعهم كل العرب ، وفي مقدمتهم العراقيون على انغام انشودة النصر العظيم ، تاركين وراءهم كل آهات الوجع والالم التي تكبدوها ، ولكنهم لن ينسوا كل مواقف العملاء والجواسيس والخونة ، ايا كانت الوان وجوههم وايا كانت اللغة التي يتأتؤون بها .
  ضوء  :
نموذجان متقابلان : ـ
أبرهة الحبشي وابن علقم ما زال التاريخ يلعنهما ويضمهما إلى جوار الشيطان الذي لعنه الله اما المختار والقسام ، فقد فازوا بحب الناس ورضى الله . 
الدكتور غالب الفريجات

الأحد، 16 مارس 2014

إدارة المشتقات المالية

تعريف المشتقات المالية
المشتقات المالية: هي أدوات مالية ترتبط بأداة معينة أو مؤشر ، أو سلعة ، والتي من خلالها يمكن بيع وشراء المخاطر المالية في الأسواق المالية . أما قيمة الأداة المشتقة فإنها تتوقف على سعر الأصول أو المؤشرات محل التعاقد . وعلى خلاف أدوات الدين فليس هناك مايتم دفعه مقدماً ليتم استرداده وليس هناك عائد مستحق على الأستثمار . وتستخدم المشتقات المالية لعدد من الأغراض وتشمل إدارة المخاطر ، والتحوط ضد المخاطر ، والمراجحة بين الأسواق وأخيراً المضاربة
تعريف اخر :
بأنها عبارة عن عقود فرعية تبنى أو تشتق من عقود أساسية لأدوات استثمارية (أوراق مالية ، عملات أجنبية ، سلع 000الخ) لينشأ عن تلك العقـود الفرعية أدوات استثمارية مشتقة وذلك في نطاق ما اصطلح عليه بالهندسة المالية
تعريف صندوق النقد الدولي
"المشتقات المالية هي عقود تتوقف قيمتها على أسعار الأصول المالية محل التعاقد ولكنها لا تقتضي أو تتطلب استثماراً لأصل المال في هذه الأصول. وكعقد بين طرفين على تبادل المدفوعات على أساس الأسعار أو العوائد ، فإن أي انتقال لملكية الأصل محل التعاقد والتدفقات النقديه يصبح أمراً غير ضروري "
وهكذا فان مفهوم المشتقات يتلخص في :
-         هي عقود
-         تتم تسويتها في تاريخ مستقبلي.
-         تعتمد قيمتها على الاصل موضوع العقد الذي اشتقت منه .
ويتضمن العقد :
1-    تحديد سعر تنفيذ في المستقبل.
2-    تحديد الكمية التي يطبق عليها السعر .
3-    تحديد الزمن الذي يسري فيه العقد.
4-    تحديد الشئ محل العقد )سعر فائدة , سعر ورقة مالية,سعر سلعة , سعر صرف عملة...)
المتعاملون في المشتقات المالية:
1-    المتحوطون : اي المهتمين بتخفيض المخاطرة التي يتعرضون لها , والمشتقات تسمح لهم بتحسين درجة التاكد ولكنها لاتضمن تحسين النتائج.
2-    المضاربون : هم المراهنون على تحركات الاسعار المستقبلية لذلك يستخدمون المشتقات لمحاولة تحقيق المكاسب .
3-    المراجحون :ويدخلون عندما يكون هناك فرق لاصل بين سوقين او اكثر وذلك بالشراء من السوق المنخفض السعر والبيع في السوق المرتفع السعرفي نفس الوقت وبالتالي يحققون ربح قليل او عديم المخاطرة.
الجدل حول المشتقات
منذ أن ظهرت أثارت ولا تـزال الكثير من الجدل حول مشروعيتها، سواء من الناحية القانونية أو الاقتصادية. فبحسب القانون فإن العقود المؤجلة التي لا يراد منها التسليم وإنما التسوية على فروق الأسعار تعد من الرهان والقمار الذي لا يعترف به القانون العام. ومن ناحية اقتصادية فإن هذا التعامل لا يختلف عن القمار لأنه لا يولد قيمة مضافة بل مجرد مبادلة يربح منها طرف ويخسر الآخر، بل قد تكون أسوأ أثراً ، لأنها تتعلق بسلع وأصول مهمة ومؤثرة في النشاط الاقتصادي ويتضرر من جراء تقلباتهاالاقتصاد بكامله. ولهذا لم يكن غريباً أن أكثر مجموعات الضغط نشاطاً هذه ضد المشتقات.
المدافعون عن المشتقات يرون أن الهدف دائما هو حماية المستثمرين والمقرضين والمقترضين من المخاطر المالية من خلال تحويل المقترض للمخاطر وتجزئة المخاطر,وايضا يرون انها أدوات لنقل المخاطر من الوحدات المنتجة كالشركات والمؤسسات التي لا ترغب في تحمل مخاطر الأسعار إلى الوحدات القادرة على تحمل هذه المخاطر، وهي المؤسسات المالية وبيوت السمسرة الكبيرة، وبذلك ترتفع إنتاجية الوحدات الاقتصادية ومن ثم مستوى الرخاء الاقتصادي. وهذه العملية هي ما يسمى بالتحوط، أي توقي الشركات والمؤسسات للمخاطر وتجنبها. لكن المعارضين يقولون إن المشتقات هي نفسها أدوات المجازفة والرهان على تقلبات الأسعار والاسترباح من ذلك. وواقع الأمر أن المجازفة هي الغالبة على المشتقات، حيث تبلغ نسبة العقود المستخدمة بغرض المجازفة وفق الإحصائيات الرسمية أكثر من 97% من إجمالي العقود، بينما تقتصر أغراض التحوط على أقل من 3%. فالمشتقات أدوات للمجازفة والرهان أكثر منها أدوات للتحوط.
 إذا تحقق الخطر كسب أحد الطرفين وخسر الآخر، وإن لم يتحقق انعكس الوضع. وهذا هو ما يجعل المشتقات هي أهم أدوات المجازفة والرهان على الأسعار، لأن المقصود ليس تبادل الملكية وإنما مجرد المخاطرة.
ويرى البعض أن المشتقات مبادلات صفرية( اي لاتخلق منفعة حقيقية )، لكنهم يقولون إنها وإن كانت صفرية على مستوى العقد لكنها على المستوى الكلي إيجابية لأنها ترفع مستوى الإنتاجية للاقتصاد عموماً
وهذه الحجة يمكن أن تكون صحيحة لو كانت المشتقات تسير جنباً إلى جنب مع النشاط الحقيقي المنتج. لكن واقع الأمر أن أسواق المشتقات تسير في اتجاه بعيد عن النشاط الحقيقي. في السنوات الماضية تضاعف حجم المشتقات كثرا ، وهو نمو غير مشهود في أي قطاع من قطاعات الاقتصاد الأخرى. والسبب هو أن المشتقات لا ترتبط تعاقدياً بالنشاط الحقيقي، بل تقتصر على تبادل المخاطر. وحيث أن تداول المخاطر لا يخضع لضوابط النشاطي الحقيقي المولد للثروة، فيصبح نمو المشتقات أسهل بكثير من نمو الاقتصاد الحقيقي. ويترتب على ذلك تدفق رؤوس الأموال إلى المجازفات غير المنتجة على حساب الاقتصاد الحقيقي المنتج، مما يعرض الاقتصاد للخسارة مرتين: مرة بحجب رؤوس الأموال عن النشاط الحقيقي ، ومرة عند انهيار السوق وانفجار فقاعة المجازفات غير المسؤولة وضياع الثروة تبعاً لذلك.
ومع التضخم الهائل لحجم سوق المشتقات فإن أي انهيار سيكون تهديداً مباشراً للاقتصاد بأكمله، وهذا ما يجعل الحكومات والبنوك المركزية تتدخل لمنع وقوع هذه الانهيارات .
والتدخل الحكومي مصدر أساسي لربحية المجازفين، كما أكد على ذلك جوزيف ستيجلتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، وإلا فإن سوق المشتقات إجمالاً سوق صفرية كما سبق. ولكن تدخل الجهات الرسمية يعني أن الذي يدفع الثمن الفعلي لهذه المجازفات هو جمهور الأفراد والشركات الذين هم عماد الاقتصاد. فالجمهور في النهاية صار يتحمل مخاطر المجازفين التي تفوق بأضعاف مخاطر النشاط الحقيقي. فبدلاً من أن تكون المشتقات وسيلة لحماية الجمهور من المخاطر صارت وسيلة لتحميله مخاطر تفوق بأضعاف ما كان يسعى لتجنبه من خلالها.
ما آلية التعامل بتلك العقود؟
ــ التعامل بالمشتقات قد يكون من خلال الاسهم او العملات او سلع، والاصل فيها هو نقل المخاطر من طرف الى آخر بقبول الطرفين. مثلا: اذا كان هناك عقد آجل او بيوع مستقبلية على مبادلة عملتين، فان الهدف ما هو الا تثبيت سعر الصرف السائد بتاريخ العقد ، فاذا حل الاجل يحق للطرفين عمل التبادل في العملتين دون النظر الى سعر الصرف السائد وقت التعاقد، فيخسر طرف ويربح طرف آخر.
- إذا شعرت شركة مواصلات بالقلق حيال أسعار الوقود الذي يساعد على تسيير مركباتها على الطرقات، فإنها تحمي نفسها من تقلبات الأسعار من خلال شرائها سندات مستقبلية. ويعتبر ذلك نوعا من المشتقات المالية الذي يساعد الشركة على ضمان أسعار ثابتة لكمية معينة من النفط يتم تسليمها في موعد محدد.
-         اذا توقع احد المستثمرين بأن اسعار اسهم معينة سترتفع فانه بدلا من شراء تلك الاسهم سيستخدم المشتقات لمضاعفة عائده، وعلى هذا الاساس فانه سيشتري عقود مستقبلية لزيادة ارباحه اذا ارتفعت اسعار الاسهم ولكن اذا حدث العكس فان الخسارة ستكون مضاعفة ايضاً.
وعلى سبيل المثال، يمكن ان يشتري المستثمر اسهم بقيمة 3 ملايين دولار، والتي تتمتع بضمان مسبق 5 في المائة بكلفة 150 الف دولار، فاذا تحركت الاسهم 10 في المائة صعودا او نزولا فان المستثمر اما ان يخسر 150 الف دولار (قيمة الضمان الذي دفعه المستثمر) او يكسب 300 الف دولار (ناقص الضمان بقيمة 150 الف دولار والذي دفعه المستثمر من قبل)، ولهذا فان الخسارة القصوى تتمثل في قيمة الضمان المدفوع بينما الارباح غير محدودة السقف.
 ما هو هدف و طبيعة هذه المشتقات المالية :
الهدف هو المتاجرة بالديون لتحقيق هدفين وهما الحماية ضد القروض المشكوك بها التي قد لا يتم تسديدها والثانية جني ارباح كبيرة.
وكشفت مجلة نيوزويك الأميركية(news week) مؤخرا ان بنك جي بي مورغان  JP Morganليتخلص من الائتمانات الاقتراضية المشكوك في مقدرة المقترض بتسديدها،  يقوم البنك ببيع رزمة من هذه الديون المتعثرة لبنك آخر او شركة تأمين او مؤسسة رهان عقاري او صناديق تحوط وصناديق تقاعد. المهم ان هذه المشتقات تخرج من حوزة البنك البائع. حيث اختار  300 قرض قيمتها 9.7 مليار دولار تم اقراضها سابقا لشركات كبرى مثل( فورد &آي بي ا م) وتم تجزئة هذه القروض الى شرائح او اقسام وتم اختيار اسوأ 10 بالمائة من القروض والتي يمكن وصفها بأكثرالقروض  خطورة واستعصاء على التسديد. ومن ثم يتم عرض تلك النسبة من الشرائح المالية للبيع  لمستثمرين بسعر يتم الاتفاق عليه, والشاري يجازف ظنا انه سيحقق ارباحا على الصفقة  اذا باعها من جديد .
وفي السنوات الأخيرة ازداد التعامل بهذه الأدوات المعقدة جدا لدرجة ان عدد كبير من الذين أبرموا الاتفاقات والصفقات لم يعرفوا قيمة الأصول التي تم شراءها. هذه الأدوات لا تخضع للرقابة ولا يوجد قوانين لتنظيمها ولا يوجد آلية لتسعيرها بدقة ,والنتيجة انها أغرقت الاسواق المالية بمعاملات مالية ضبابية غير شفافة والأسوأ من ذلك انها استفحلت وترابطت ببعضها البعض في شبكة من شركات ومؤسسات مالية عديدة حيث أن التشابك وصل مرحلة خطيرة من التعقيد بحيث اذا عصفت أزمة باحدى الشركات قد تؤدي الى انهيارات للعديد من المؤسسات  في اسوأ الاحوال اوستؤثر سلبا على الآخرين في أحسن الاحوال.
يمكن عزو معظم أزمات السوق المالي منذ خريف عام 2007 وحتى تفجرت الأزمة في سبتمبر ايلول 2008 للتعامل بمقايضات الأئتمان الاقتراضي التي تنامت كبالون ضخم وصلت قيمته الى 62 ترليون دولار قبل تفجير الأزمة.
وصف وارين بافيت Warren Buffet  الملياردير الأميركي المعروف تلك المشتقات المالية بأنها اسلحة دمار مالي شامل نظرا للدور التخريبي التي لعبته في الاطاحة بمؤسسات مثل ليمان براذورز وعملاق التأمين أيه آي جي AIG اللاعب الأكبر في تأمين وضمان الديون والمشتقات المشبوهة.
وصفها آخرون بالأدوات السامة التي اطاحت بمؤسسات الاقراض العقاري ,وأجبرت ميريل لينش Merrill Lynch  - بنك الاستثمار التجاري الضخم- لبيع نفسه لمصرف أميركا Bank of America  لتفادي الانهيار.
أنواع المشتقات المالية بحسب الغرض:
1-المشتقات المقتناة لأغراض المتاجرة
تتعلق معظم المشتقات المقتناة لأغراض المتاجرة بالمبيعات، وأخذ المراكز، وموازنة أسعار الصرف. تتعلق المبيعات بطرح المنتجات للعملاء والبنوك لتمكينهم من تحويل أو تعديل أو تخفيض المخاطر الحالية والمستقبلية. ويتعلق أخذ المراكز بإدارة مخاطر مراكز السوق مع توقع الحصول على أرباح من التغيرات الإيجابية في الأسعار أو المعدلات أو المؤشرات. وتتعلق موازنة أسعار الصرف بتحديد والاستفادة من الفروقات في أسعار الصرف بين الأسواق أو المنتجات المختلفة بغرض الحصول على أرباح من ذلك.
2- المشتقات المقتناة لأغراض تغطية المخاطر
يتبع البنك نظام شامل لقياس وإدارة المخاطر والتي يتعلق جزء منها بإدارة المخاطر التي يتعرض لها البنك نتيجة التقلبات في أسعار الصرف الأجنبي وأسعار العمولات ,ولتقليل مخاطر أسعار العملات والعمولات لتكون ضمن المستويات المقبولة التي يقررها مجلس الإدارة في وضع مستويات معينة لمخاطر العملات وذلك بوضع حدوداً للتعامل مع الأطراف الأخرى ,تراقب مراكز العملات يومياً وتستخدم إستراتيجيات تغطية المخاطر لضمان بقاء مراكز العملات ضمن الحدود المقررة. كما ويضع مجلس الإدارة مستوى معيناً لمخاطر أسعار العمولات وذلك بوضع حدوداً للفجوات في أسعار العمولات للفترات المقررة. يتم دورياً مراجعة الفجوات بين أسعار العمولات الخاصة بالموجودات والمطلوبات وتستخدم إستراتيجيات تغطية المخاطر في تقليل الفجوة بين أسعار العمولات ضمن الحدود المقررة.
وكجزء من إدارة موجوداته ومطلوباته، يستخدم البنك المشتقات لأغراض تغطية المخاطر وذلك لتقليل تعرضه لمخاطر أسعار العملات والعمولات. ويتم ذلك عادة من خلال تغطية مخاطر معاملات محددة وكذلك باستخدام إستراتيجية تغطية المخاطر المتعلقة بقائمة المركز المالي ككل.
-         يمكــن تقسيم الأوراق المالية المتداولة في الأسواق المــالية إلى مجموعتين:
اوراق مالية أساسية.. وأخرى أوراق مالية مشتقه.
 فالأولى تتضمن الأوراق المالية المتعارف عليها مثل السندات والأسهم العادية والممتازه .. والتي تمثـــل ركائز أسواق رأس المال الحاضر التي تتضــمنها الصفقة وسداد قيمتها خلال أيام قليلة، يتم في اثنائــها اتخاذ الإجراءات اللازمــه لنقل الملكية.

وتتمثــل عقود المشتقات اســاسا في عقود الخيار والعقودالمستقبليه،وعقود المبادله. وكما يدل عليها من اسمها.. فإن هذه العقود وكذلك قيمتها السوقية تشتق أو تتوقف علي القيمة السوقية لأصل آخر يتداول في سوق حاضر. فسعر العقد المستقبلي لشراء سلعة معينة يرتبط على سعرها في السوق الحاضر الذي يتداول فيه. وقيمة عقد خيار لشراء سهم ما، يتوقف على القيمة السوقية للسهم في سوق الأوراق المالية.
تجدر الاشارة إلى الأسواق الحاضرة والأصول المالية التي تتداول فيها تعتبر متطلب أساسي ولا غنى عنه لوجود المجموعة الثانية من الأوراق المالية أي عقود المشتقات.
أدوات المشتقات المالية:
أولا: العقود المستقبلية:
وهي عقود يتم من خلالها تسليم واستلام أصل مالي في وقت محدد في المستقبل ويتحدد السعر وقت إنشاء العقد.
وقد توسع التعامل بالعقود المستقبلية في الثمانينات والتسعينات وتم إنشاء أسواق مالية لها وذلك لتنظيم قواعد المتاجرة بالعقود المستقبلية.
أنواع العقود المستقبلية:
1- العقود الآجلة: وهي عبارة عن اتفاقيات تعاقدية لشراء أو بيع عملة أو بضاعة أو أداة مالية معينة بسعر وتاريخ محددين في المستقبل. إن العقود الآجلة هي عقود يتم تصميمها خصيصاً لتلبية احتياجات محددة والتعامل بها خارج الأسواق المالية النظامية. أما عقود الصرف الأجنبي المستقبلية والعقود المستقبلية الخاصة بأسعار العمولات فيتم التعامل بها وفق أسعار محددة في الأسواق المالية النظامية ويتم تحديد التغيرات في قيمة العقود المستقبلية يومياً.
2- اتفاقيات الأسعار الآجلة: وهي عبارة عن عقود مستقبلية خاصة بأسعار العمولات يتم تداولها خارج الأسواق المالية النظامية وتنص على أن يسدد نقداً الفرق بين سعر العمولة المتعاقد عليه وسعر السوق في تاريخ مستقبلي محدد وذلك عن أصل المبلغ وخلال الفترة الزمنية المتفق عليها.
ويمكن أن نلاحظ الميزات التالية للعقود المستقبلية:
1-لا تتم المتاجرة بالعقود المستقبلية بين المصارف فهي تتم فقط في الأسواق المالية
2-الالتزام يتم مستقبلاً ولكن بشروط تتم في الوقت الحاضر.
3-إن العقود المستقبلية متجانسة ومتماثلة مما يسهل فهمها والتعامل بها.
مثال عن هذه العقود:
إذا افترضنا أن شركة أ تمتلك مركزاً دائناً بقيمة 62500جنيه إسترليني وخشية هبوط الأسعار وتحقيق خسائر قامت بإبرام عقد مستقبلي بعد شهر بمبلغ 62500جنيه إسترليني على أساس أن السعر الآني للجنيه حين ابرم العقد هو 1,5245دولار وأن السعر المستقبلي هو 1,5345دولار وبعد مرور شهر أصبحت الأسعار كما يلي:

السعر الآني: 1,4510
السعر المستقبلي: 1,4640
المطلوب: حساب صافي الخسارة.
الحل:
خسارة السعر الآني = 1,15245-1,4510=0,0735
خسارة السعر المستقبلي = 1,5345-1,4640=0,0705
صافي الخسارة= 62500×(0,0735-0,0705)= 812,50

ثانيا: الخيارات:
وهي عبارة عن إتفاقيات تعاقدية للتعامل في تاريخ مستقبلي وبسعر محدد ، يمنح بموجبها البائع       ( مصدر الخيار ) الحق ، للمـشتري ( المكتتب بالخيار ) لبيع أو شراء عملة أو بضاعة أو أداة مالية بسعر محدد سلفاً في تاريخ مستقبلي يسمى (سعر التنفيذ) .وانواعها  الرئيسية هي:
1-خيارات الشراء:
وتتلخص بأن يكون لطرف ما الحق بأن يشتري من طرف آخر أصلا" معينا" بسعر محدد خلال فترة محددة أي أن تكون له الحرية المطلقة في ممارسة هذا الحق أو عدم ممارسته ويأتي تمتع المشتري بهذا الحق عندما يدفع للطرف الآخر الذي باعه هذا الحق ثمنا"مناسبا" أو علاوة فهو قد يشتري الاصل اذا ارتفع السعر المستقبلي عن سعر التنفيذ.
2- خيارات البيع:
يشبه عمل هذه الأداة إلى حد كبير عمل خيار الشراء, حيث يمنح الطرف محرر العقد او البائع للطرف الاخر المشتري الحق في الاختيار بين بيع الاصل في تاريخ مستقبلي محدد مسبقا , مقابل ذلك يحصل على مبلغ من المشتري مقابل منحه هذا الحق ( علاوة) وبطبيعة الحال سوف يبيع الاصل محل اذا انخفض السعر المستقبلي عن سعر التنفيذ المحدد.  
اما الانواع الاخرى فهي حسب :
-         عقود الاختيار حسب تاريخ التنفيذ :
1 –الامريكية : ويمارس فيها مشتري العقد حقه في الاختيار وذلك بتنفيذ العقد خلال فترة سريان العقد.
2- الاوروبية : يكون له الحق فقط في التاريخ المحدد مسبقا.
-         عقود اختيار حسب التغطية :
1-    عقود الاختيار المغطاة : هي عقود يمتلك فيها محرر العقد ( البائع) للاصل موضوع العقد , اى انه يستطيع ان يغطي التزاماته عن طريق البيع اذا اختار مشتري العقد تنفيذ العقد.
2-    عقود الاختيار الغير مغطاة : هي عقود لا يمتلك فيها ( البائع ) للاصل موضوع العقد , ولذلك اذا اختار المشتري للعقد نتفيذ العقد سيضطر الى شراء الاصل من السوق ثم تسليمه للمشتري.
-         عقود اختيار حسب الربحية :
1-    عقد اختيار شراء مربح : اذا كان سعر السوق اكبر من سعر التنفيذ المحدد في العقد .
2-    عقد اختيار شراء غير مربح : اذا كان سعر السوق اقل من سعر التنفيذ .
3-    عقد اختيار شراء متكافئ : في حال تساوي سعر السوق مع سعر التنفيذ .
ويحدث العكس بالنسبة لعقود اختيار البيع.
ثالثا: المبادلات:
عقد المبادلة هو اتفاق بين طرفين او اكثر لتبادل سلسلة من التدفقات النقدية خلال فترة مستقبلية , فعلى سبيل المثال الطرف (أ) يوافق على دفع معدل فائدة ثابت على مبلغ معين  (1000000دولار) كل سنة و لمدة  5 سنوات وذلك لطرف اخر وليكن (ب) سوف يدفع معدل فائة عائم ( اي سوقي حسب العرض والطلب) على نفس المبلغ المحدد ( 1000000دولار) كل سنة ولمدة  5 سنوات . ولها نوعان :
1-    مبادلات اسعار الفائدة :
في هذه العقود احد الاطراف الداخلة في المبادلة يوافق على دفع سلسلة من معدلات الفائدة الثابتة وفي نفس الوقت يتسلم سلسلة من معدلات الفائدة العائمة او المتغيرة , وفي المقابل يوافق الطرف الاخر الداخل في المبادلة على استلام سلسلة من معدلات الفائدة الثابتة مقابل دفع سلسلة من معدلات الفائدة العائمة او المتغيرة .
 وتحسب معدلات الفائدة الدورية على اساس مبلغ اعتباري او وهمي .
2-    مبادلات اسعار الصرف :
في هذا النوع يكون احد الاطراف الداخلة في العملية  يمتلك عملة معينة ويرغب في حيازة  عملة مختلفة وتنشا المبادلة عندما يقوم احد الاطراف بتقديم اصل معين بعملة معينة للطرف الاخر وذلك بغرض تبادل كمية مساوية من عملة اخرى , وكل طرف سوف يدفع على العملة التي يتسلمها فائدة اما ثابتة او متغيرة.    ويوجد اربع حالات لهذه المبادلة :
·        الطرف الاول يدفع معدل ثابت على العملة التي استلمها والطرف الثاني يدفع معدل ثابت العملة التي استلمها .
·        الطرف الاول يدفع معدل ثابت على العملة التي استلمها والطرف الثاني يدفع معدل متغير العملة التي استلمها .
·        الطرف الاول يدفع معدل متغير على العملة التي استلمها والطرف الثاني يدفع معدل ثابت العملة التي استلمها .
·        الطرف الاول يدفع معدل متغير على العملة التي استلمها والطرف الثاني يدفع معدل متغير العملة التي استلمها .
4 – ادوات مالية اخرى:
تلجا المؤسسات احيانا لمثل هذا النوع من الالمشتقات المبتكرة لتلبية حاجات العملاء ., ففي بعض الاحيان يضاف هذا النوع الى اصدارات الاسهم والسندات لجعل الاصدارات اكثر جاذبية , وبعضها يكون عبارة عن محفظة تضم اثنين او اكثر من عقود الاختيار ,, وبالتالي فان تصميم مشتقات مبتكرة امر غير محدود اي هو رهن بقرارات المؤسسات .
مثال :
·        كإصدر احد المصارف  سندات يختلف بموجبها المبلغ المحصل من السند تبعا لسعر صرف العملات الاجنبية , ولنرمز لاسعار الصرف  x1 , x2), ) بحيث (x1> x2). فإذا كان سعر الصرف في تارخ الاستحقاق اعلى من x1 يحصل حامل السند على كامل القيمة الاسمية , اما اذا كان اقل من x2 فلا يحصل على شئ , واذا كان سعر الصرف بين x1&x2 يتم الحصول على جزء من القيمة الاسمية . وكان اول اصدار لهذه السندات لحساب بنك اليابان ووفقا لذلك فانه اذا كان سعر صرف الين مقابل الدولار 169ين لكل دولار عند الاستحقاق يحصل حامل السند على 1000 دولار , واذا كان السعر (84.5) لايحصل على اي شئ , واذا كان بين السعرين السابقين يحصل على جزء من القيمة الاسمية بناءا على معادلة معينة. 
·        اصدرت شركة ستاندر اويل سندات ولم يحصل حاملوها على فائدة وعند حلول موعد استحقاق السند وعدت الشركة بصرف مبلغ اقصاه 2550 دولار ( وهو مايعادل 40 دولار للبرميل ) ويتم ذلك ومن خلال دفع مبلغ يساوي حاصل ضرب (170$* اي زيادة في سعر البرميل عند الاستحقاق عن 25 دولار للبرميل) .
ما المخاطر الناتجة عن التعامل في المشتقات المالية؟
كما قلنا لا تقتصر مخاطر المشتقات على المتعاملين فيها، وانما تمتد الى تدمير الكيان الاقتصادي برمته، لانها من ادوات المجازفة والرهان على تقلب الاسعار والاسترباح منها، وعليه: فنتيجة المشتقات تكون دائما تحقيق ارباح لطرف مقابل خسائر لطرف آخر، فهو يحجب اصحاب رؤوس الاموال عن تدوير اموالهم في العجلة الاقتصادية المطلوب لنمو اي اقتصاد، وتتسبب في تفجير وضع الاقتصاد الوطني او القومي عند حلول الكارثة، ، مما سيؤدي الى عدم استقرار الاقتصاد في مدة قصيرة او متوسطة.
ما اسباب المخاطر التي تعتري مثل هذا النوع من التعاملات؟
ــ ان المشتقات لا ترتبط بالنشاط الحقيقي لسلعة ما، بل تقتصر على تبادل المخاطر، فنمو المشتقات اسهل بكثير من نمو الاقتصاد، وان من نتائج المشتقات السلبية ما نراه اليوم، والذي اخذ يعصف بأسواق المال في الولايات المتحدة واوروبا، فهي تكبر ككرة الثلج حتى تصل الى ادنى نقطة في الاودية لتضرب كل ما هو امامها وتدمره.
واستخدام المشتقات قد يعرض المصارف وغيرها من المؤسسات المالية إلى عدد من المخاطر وهي:
1- مخاطر الائتمان.
2- مخاطر السوق مثل تغير أسعار المشتقات
3- مخاطر التسوية...(اسعار الصرف)
4- المخاطر القانونية (عدم قانونية بعض عقود المشتقات).
-         وفيما يتعلق بمخاطرة السوق فإنها تنشأ من السلوك السعري لأسعار الأصول محل التعاقد لأي تقلبات غير متوقعة فيها تؤثر علي أسعار عقود المشتقات وترجع أيضا إلي نقص السيولة الذي يؤدي إلي تدهور أسعار الأصول وصعوبة إبرام عقود جديدة لمواجهة هذا التدهور أو وجود محتكرين في السوق يقومون بعمليات شراء وبيع علي نطاق واسع‏,‏ مما يؤثر بدرجة كبيرة علي أسعار الأصول وعلي توقعات المتعاملين بشأن الاتجاهات المستقبلية لهذه الأسعار‏.‏
أما المخاطرة الائتمانية فتتمثل في الخسارة الناشئة عن تعثر الطرف المقابل في الوفاء بالتزاماته التي ينظمها عقد المشتقات وتمثل الخسارة في تكلفة إحلال عقد جديد محل العقد السابق .

علاقة الازمة المالية باالقوانين الناظمة للتعاملات المالية:
سلسلة من القرارات لتحرير السوق من القيود، تمكنت شركات المال الكبرى في «وول ستريت» من تمريرها عبر دفع خمسة مليارات دولار لصناع القرار في الولايات المتحدة، كانت سبباً رئيسياً في الانهيار المالي الذي ضرب الأسواق الأميركية. تلك هي الخلاصة التي خرج بها تقرير لمجموعة –
وول ستريت ووتش الأميركية-  تناول مسألة «المال السياسي» الذي استثمره قطاع المال في الولايات المتحدة في شراء أزمته.
ويشير التقرير، الذي يقع في 231 صفحة، ويحمل عنوان «كيف خانت وول ستريت وواشنطن أميركا»، إلى أن شركات استثمار ومصارف تجارية وصناديق تحوّط والتكتلات وشركات عقارية ومؤسسات تأمين كبرى في وول ستريت أنفقت، بين العامين 1998 و2008 نحو 1.725 مليار دولار على «مساهمات سياسية»، إضافة إلى 3.4 مليار دولار لمصلحة مجموعات الضغط.
ويوضح التقرير انه في العام 2007 وحده عمل حوالى 3000 شخص من مجموعات ضغط فدرالية لمصلحة القطاع المالي، متحدثاً عن عشرات الخطوات المتعقلة بتحرير السوق من بعض القوانين، والتي قادت إلى الانهيار المالي.
ويشير التقرير إلى أنّ من بين هذه الخطوات وقف إجراءات ضبط المشتقات المالية، وإلغاء الحواجز التنظيمية بين مصارف تجارية وأخرى استثمارية، ووضع برامج اختيارية لتنظيم المصارف الاستثمارية الكبرى، ومنع تدخل الهيئات الفدرالية لوقف القروض العشوائية.
متطلبات التعامل بالمشتقات :
ونظرا لأن الاستفادة من مزايا المشتقات أو تكبد خسائر نتيجة التعامل بها هو أمر يتوقف على كيفية استخدامها كوسيلة لتخفيض المخاطر أو كأداة للمضاربة، لذا فيجب أن يتوافر للتعامل في المشتقات في السوق عدة متطلبات:
·         وجود تنظيم داخلي بالبنوك يسمح بقياس حجم المخاطر 0
·         وضع الضوابط الرقابية الملائمة مثل وضع حد أقصى لحجم تعاملات المؤسسات المختلفة في مجال المشتقات 0
·         التزام المؤسسات المالية بمعايير المحاسبة والإفصاح عن المعلومات المتعلقة بنشاطها في المشتقات 0
·         قيام البنوك بتكوين الاحتياطيات والمخصصات اللازمة لتغطية المخاطر المرتبطة بتلك المعاملات 0
·         توفير بنية تكنولوجية متطورة لتيسير إتمام عمليات التسوية والمقاصة الخاصة بالمشتقات والتي تتسم بالتعقيد 0
·         رفع الوعي بأهمية هذه الأدوات في السوق والتعريف بالعقود القانونية الخاصة بها .
·       توفير الكوادر البشرية المتخصصة في تلك الأدوات للبنوك والمؤسسات الرقابية.

الإدارة الأميركية تقترح نظاما لمراقبة المعاملات والمشتقات المالية:
يخطط وزير الخزانة الأميركي غايتنر لاقتراح لتوسيع نطاق سيطرة السلطة الفيدرالية على النظام المالي، لينهي عهداً كانت الحكومة تقف فيه بعيداً عن الأسواق المالية .
وتمد خطة إدارة أوباما، كما تصفها عدة مصادر، من نطاق التنظيم الفيدرالي لأول مرة ليشمل جميع التداولات في المشتقات المالية وجميع الشركات من بينها صناديق التحوط الكبرى وكبريات شركات التأمين. وستسعى الإدارة أيضاً إلى فرض معايير ثابتة على جميع المؤسسات المالية الكبرى، ومن بينها المصارف، في خطوة غير مسبوقة ستضع قيوداً كبيرة على نطاق أنشطتها.
وتشمل أيضاً خطة لتنظيم تبادل المشتقات المالية والأدوات المالية المعقدة. حيث ان المشتقات أداة أساسية في أسواق المال، ولكن لا يخضع تداولها في صورها المختلفة للتنظيم, وتريد الإدارة أن تضفي عليها صبغة رسمية.
مرجع
إدارة المشتقات المالية     عبد الرحمن أورفه
طارق عبد العال حماد ,المشتقات المالية (المفاهيم – ادارة المخاطر- المحاسبة),2001