بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

333

ويكيبيديا الموسوعة المروانية مروان طاهات MANT يرحب بكم

الأربعاء، 30 مارس 2016

ابو القاسم الشابي

الشعر يُعرف الشعر بأنّه فنّ أدبي عُرف منذ العصر الجاهلي وحتّى وقتنا الحاضر، امتاز بتدوينه للتاريخ والأحداث الاجتماعية، وهو إحدى المصادر اللغوية لاستخلاص فواعد اللغة العربية إلى جانب القرآن الكريم. أجمل القصائد الشعرية من جميل القصائد العربية نُقدّم لكم ما يأتي: عروة بن الورد أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ ونامِي، فإنْ لم تَشْتَهي النَّومَ فاسْهَرِي ذَرِيني ونَفسي أُمَّ حَسَّانَ، إنني بها قبل أن لا أملك البيع مشتري أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ إذا هو أمسى هامة فوق صير تُجَاوِبُ أحْجَارَ الكِنَاسِ وتَشْتَكِي إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومُنْكَرِ ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي أخَلِّيكِ أو أغْنِيكِ عن سُوءِ مَحْضَرِ فإن فاز سهم للمنية لم أكن جَزُوعاً، وهَلْ عن ذاكِ من مُتَأخَّرِ وإن فاز سهمي كفكم عن مقاعد لكم خلف أدبار البيوت ومنظر تقول لك الويلات هل أنت تارك ضَبُوءَاً بِرَجْلٍ تارة ً وبِمنسرِ ومستثبت في مالك العام إنني أرَاكَ عَلَى أقْتَادِ صَرْماءَ مُذْكِرِ فَجُوعٍ بها لِلصَّالِحِينَ مَزِلَّة ٍ مخوف رداها أن تصيبك فاحذر أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة ومن كل سوداء المعاصم تعتري ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى له مدفعاً فاقني حياءك واصبري لَحَى الله صَعْلُوكاً إذَا جَنَّ ليلُهُ مصافي المشاش آلفاً كل مجزر يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ يُعَينُ نساءَ الحَيِّ ما يَسْتَعِنَّهُ ويمسي طليحاً كالبعير المسحر ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه كَضَوْءِ شِهَابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ مطلاً على أعدائه يزجرونه بساحتهم زجر المنيح المشهر وإنْ بَعِدُوا لا يَأْمَنُونَ اقْتِرَابَهُ تَشَوُّفَ أهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ فذلكَ إنْ يَلْقَ المنيّة َ يلْقَها حَمِيداً، وإنْ يَسْتَغْنِ يوماً فأجْدِرِ أيهلك معتم وزيد ولم أقم على ندب يوماً ولي نفس مخطر ستفزع بعد اليأس من لا يخافنا كواسع في أخرى السوام المنفر يطاعن عنها أول القوم بالقنا وبيض خفاف ذات لون مشهر فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ يناقلن بالشمط الكرام أولي القوى نِقَابَ الحِجَازِ في السَّرِيح المُسَيَّرِ يُرِيحُ عليَّ اللَّيلُ أضَيافَ ماجدٍ كريم، ومالِي سَارحاً مالُ مُقْتِر حسّان بن ثابت هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدة بَيْضَاءَ، آنِسَة ِ الحدِيثِ، كَعَابِ واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ، وألّبُوا أهْلَ القُرَى ، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ جَيْشٌ، عُيَيْنَة ُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم، متخمطينَ بحلبة ِ الأحزابِ حتّى إذا وَرَدُوا المَدينة َ وارتَجَوْا قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ، ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ بهُبُوبِ مُعصِفَة ٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ، وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا، فَفَرّجَ عَنهُمُ تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ، وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ، والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ، فَأرَانَهُ في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب جرير لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا و عنيَّ طلابَ الغانيات وشيبا وَأجْمَعْنَ منكَ النَّفْرَ مِن غيرِ رِيبَة ٍ كما ذعرَ الرامي بفيحانَ ربربا عَجِبتُ لما يَفري الهوَى يومْ مَنعِجٍ ويوماً بأعلى عاقل كانَ أعجبا وأحببتُ أهلَ الغور منْ حب ذي فناً وأحببتُ سلمانينَ منْ حبَّ زينبا يُحَيُّونَ هِنداً، والحِجابانِ دونَها بنفسي أهلٌ أنْ تحيا وتحجبا تَذكّرْتَ والذّكرَى تَهيجُك وَاعتَرى خيالٌ بموماة حراجيجَ لغبا لَئِنْ سَكَنَتْ تَيْمٌ زَماناً بغِرّة ٍ، لقدْ حديتْ تيمٌ حداءً عصبصبا لقَدْ مَدّني عَمروٌ وزيدٌ من الثّرى بأكثرَ مما عندَ تيم وأضيبا إذا اعتركَ الآورادُ يا تيمُ لم تجدْ عناجاً ولا حبلاً بدلوكَ مكربا وَأعلَقتُ أقْرَاني بتَيمٍ لَقَدْ لَقوا قطوعاً لأعناق القرائنَ مجذبا ولو غضبتْ يا تيمُ أوزيلَ الحصا عَلَيكَ تَميمٌ لم تجدد لكَ مغصْبا و ما تعرفونَ الشمسَ إلاَّ لغيركمْ ولا منْ منيرات الكواكبَ كوكبا فَإنّ لَنَا عَمْراً وسَعداً عَلَيكُمُ، وَقَمْقَامَ زَيْدٍ والصّريحَ المُهَذَّبَا سَأُثْني عَلى تَيْمٍ بِمالا يَسُرُّها، إذا أرْكُبٌ وَافَوْا بنَعمانَ أرْكُبَا فإنّكَ لَوْ ضَمّتْكَ يا تَيْمُ ضَمّة ً مَنَاكِبُ زَيْدٍ لم تُرِدْ أنْ تَوَثَّبَا فودتْ نساءُ الدارميينَ لو ترى عُتَيْبَة َ أوْ عايَنّ في الخَيلِ قَعْنَبَا أزيدَ بنَ عبدِ اللهِ هلاَّ منعتمُ أُمَامَة َ يَوْمَ الحَارِثيّ وزَيْنَبَا أخَيْلُكَ أم خَيْلي تَدارَكنَ هانِئاً يثرنَ عجاجاً بالغبيطينِ أصهبا فهلْ جدعُ تيمٍ لا أبالكَ زاجرٌ كنَانَة َ، أوْ نَاهٍ زُهَيراً وتَولَبَا فلا يضغمن الليثُ عكلاً بغرة ٍ وعكلٌ يشمونَ الفريسَ المنيبا وَأخْبِرتُ تَيْماً نادِمِينَ فَسَرّني ملامة ُ تيمٍ أمرها المتعقبا أبو فراس الحمداني أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ، أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟ بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ، ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ ! إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ، إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ! حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا وأحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ وما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها ، قفرُ وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها، فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ تسائلني: منْ أنتَ؟ وهي عليمة ٌ، وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟ فقلتُ ، كما شاءتْ، وشاءَ لها الهوى : قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ فقلتُ لها: لو شئتِ لمْ تتعنتي ، وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ! فقالتْ: لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ، وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي، لعاشقٍ وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها، لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ ورحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى ولا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟ إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ، ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ ! و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ ! وقالَ أصيحابي: الفرارُ أوالردى ؟ فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني، وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ يقولونَ لي: بعتَ السلامة َ بالردى فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟ هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه، فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو" يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ، (وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ) فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه وتلكَ القنا، والبيضُ والضمرُ الشقرُ وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛ وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا، ومنْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ، وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ صفي الدين الحلي شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي، ونزولي في كلّ يومٍ بوادٍ ومقيلي ظلُّ المطيّة ِ، والتُّرْ بُ فِراشي، وساعداها وسادي وضَجيعي ماضي المَضاربِ عَضْبٌ أصلحتهُ القيونُ من عهدِ عادِ أبيضٌ أخضرُ الحديدة ِ ممّا شقّ قدماً مرائرَ الآسادِ وقميصي درعٌ كأنّ عُراها حبكُ النّملِ أو عيونُ الجرادِ ونَديمي لَفظي، وفكري أنيسي، وسروري مائي، وصبريَ زادي ودليلي من التوسّمِ في البيـ ـدِ لِبادي الأعلامِ والأطوادِ وإذا ما هدَى الظّلامُ، فكَمْ لي من نُجومِ السّماءِ في السبل هادي ذاكَ أنّي لا تَقبَلُ الضّيمَ نَفسي، ولو أنّي افترشتُ شوكَ القتادِ هذه عادّتي، وقد كُنتُ طِفلاً، وشَديدٌ عليّ غَيرُ اعتِيادي فإذا سرتُ أحسبُ الأرضَ ملكي، وجَميعَ الأقطارِ طوعَ قِيادي وإذا ما أقَمتُ، فالنّاسُ أهلي، أينَما كنتُ، والبلادُ بلادي لا يَفوتُ القُبولُ مَن رُزِقَ العَقـ ـلَ وحُسنَ الإصدارِ والإيراد وإذا صَيّرَ القَناعة دِرْعاً كانَ أدعى غل بلوغِ المُرادِ لَستُ ممّنْ يَدِلُّ مَع عَدَمِ الجَـ ـدّ بفِعْلِ الآباءِ والأجداد ما بَنيتُ العَلياءَ إلاّ بجَديّ، وركوبي أخطارَها واجتهادي وبلَفظي، إذا ما نَطَقتُ، وفَضلي، وجدالي عن منصبي وجلادي غَيرَ أنّي، وإنْ أتَيتُ منَ النّظْـ ـمِ بلَفْظٍ يُذيبُ قَلبَ الجَماد لَستُ كالبحتريّ أفخَرُ بالشّعْـ ـرِ وأَثني عِطفَيّ في الأبراد وإذا ما بَنَيتُ بَيتاً تَبَختَرْ تُ كأنّي بنيتُ ذاتَ العِمادِ إنّما مَفخَري بنفسي، وقَومي، وقناتي، وصارمي، وجوادي معشرٌ أصبحتْ فضائلُهم في الأرْ ضِ تُتلَى بألسُنِ الحُسادِ ألبسوا الآملينَ أثوابَ عزِّ، وأذلّوا أعناقَ أهلِ العِنادِ كم عَنيدٍ أبدى لنا زُخرُفَ القَوْ لِ وأخفَى في القلبِ قدحَ الزّنادِ ورمانا من غدرهِ بسهامٍ، نَشِبَتْ في القُلُوبِ والأكباد فسرينا إليهِ في أجمِ السُّمْـ ـرِ بغابٍ يسيرُ بالآسادِ وأتَينا مِن الخُيولِ بسَيْلٍ سالَ فوقَ الهِضابِ قبلَ الوِهاد وبرزنا منَ الكماة ِ بأطوا دِ حُلومٍ تَسري على أطواد كلّما حاولوا الهوادَة َ منّا شاهدوا الخيلَ مُشرفاتِ الهَوادي وأخذنا حقوقنا بسيوفٍ غنيتْ بالدّما عنِ الأغمادِ فكأنّ السيوفَ عاصِفُ ريحٍ وهُمُ في هبوبِها قومُ عادِ حاولتْ رؤوسهمْ صعوداً فنالتـ ـهُ ولكنْ من رؤوسِ الصِّعادِ فَلَئِنْ فَلّتِ الحَوادِثُ حَدّي بعدَما أخلصَ الزّمانُ انتقادي فلقد نلتُ من مُنى النّفسِ ما رُمْـ ـتُ وأدركتُ منهُ فوقَ مُرادي وتحَقّقتُ انّما العَيشُ أطوا رٌ كلٌّ مصيرُهُ لنفادِ أبو القاسم الشّابي سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟ وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ إيليا أبو ماضي قال السماء كئيبة ! وتجهّما قلت: ابتسم يكفي التجهّم في السما ! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يُرجع الأسف الصِّبا المُتصرّما !! قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنّما خانت عــــهودي بعدما ملَّكـتُها قلبي، فكيف أطيق أن أتبسَّــما ! قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها لقضيتَ عــــمرك كــلّه مُتألّما قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظّما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ، وتنفث كلما لهثت دما ! قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها، فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرماً وتبيت في وَجَلٍ كأنك أنت صرت المجرما؟ قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسرُّ والأعداء حولي في الحِمى؟ قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمّهم لو لم تكن منهم أجل وأعظما! قال: المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى وعلي للأحباب فرض لازم لكن كفّي ليس تملك درهما قلت: ابتسم، يكفيك أنّك لم تزل حيّاً، ولست من الأحبة معدما! قال: الليالي جرّعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما فلعلّ غيرك إن رآك مُرنّما طرح الكآبة جانباً وترنّما أتُراك تغنم بالتبرّم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟ يا صاح، لا خطرٌ على شفتيك أن تتثلما، والوجه أن يتحطّما فاضحك فإن الشُّهب تضحك والدُّجى متلاطم، ولذا نُحبّ الأنجما! قال: البشاشة ليس تسعد كائناً يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما قلت ابتسم ما دام بينك والرّدى شبرٌ، فإنّك بعد لن تتبسّما